امتيازات استحقت بالولادة
كنا مجموعة من تسعة أفراد من ذوي البشرة البيضاء، من أصول أمريكية وأوروبية تتراوح أعمارنا بين 18 و19 عامًا، لكن منذ وطأت أقدامنا العيادة، كان هناك انطباعًا تلقائيًا أن لدينا مهارات تفوق الأطباء. علمت لماذا تلقيت هذه الحفاوة؛ بسبب بشرتي البيضاء ولهجتي الأمريكية.
United States, Northern America
Story by Sidra Kennedy. Translated by Ola Salah
Published on April 21, 2023.
This story is also available in
Listen to this story:
تصور هذا: أنك في الثامنة عشر من عمرك وأعلى مرحلة تعليمية وصلت لها شهادة الدراسة الثانوية، كاره لمادة الأحياء، حتى أنها المادة الوحيدة التي حصلت فيها على أقل تقدير"جيد" خلال دراستي الثانوية، اخترت دراسة مادة الفيزياء بدلاً من دراسة الكيمياء، وهو المسار غير التقليدي أو المألوف في تلك المرحلة. يمكنك أن تشخص نفسك عند إصابتك بنزلة برد، لكن حينما يصبح الأمر جادًا وأكثر حدّة فسوف تشعر بالضياع والارتباك.
فهل لديك الآن الثقة الكافية لتقوم بالأمر لأول مرة؟ أو تساعد في ولادة طفل؟ يبدو أمرًا مستحيلاً أن يمنحك أي شخص هذا القدر من السلطة، بدون تعليم طبي كافي، ومع ذلك، هذا ما حدث لي.
قد كنت أدرس نظام الصحة العامة في غانا، خلال عام الاستراحة بعد الدراسة الثانوية وقبل الالتحاق بالجامعة كي أتعرف على أشكال التنمية في جميع أنحاء العالم، كنا مجموعة من تسعة أفراد من ذوي البشرة البيضاء، من أصول أمريكية وأوروبية تتراوح أعمارنا بين 18 و19 عامًا، وُضع ثلاثة منا في عيادة صحية ريفية في منطقة أشانتي في غانا، افترضنا أننا سنتحدث إلى الأطباء ونراقب الأنشطة اليومية، لكن منذ أن وطأت أقدامنا العيادة ورأى الجميع أننا من ذوي البشرة البيضاء، رغب المرضى بالاعتناء بهم وأصر الأطباء على ذلك أيضًا،. الموقف كان صادمًا، لم نتلق التدريب الطبي الكافي وليس لدينا خبرة عملية، ولكن أُلقي على عاتقنا مسؤولية ليست هينة واحترام جم.
قد كان الافتراض التلقائي أنه طالما أننا خريجي المرحلة الثانوية فإننا على قدر عالٍ من التعليم وقادرين على المساعدة أفضل من الأطباء والممرضين الذين أنهوا سنوات من الدراسة المتخصصة في مجال الصحة الطبية، كان ذلك مذهلاً، علمت لماذا تلقيت هذه الحفاوة؛ بسبب بشرتي البيضاء ولهجتي الأمريكية. رغم ذلك، كنت في غاية الحيرة أن ألقى كل هذا الاحترام.
فبعد أن ساعدت ممرضة التوليد في عملية ولادة طفل، كدت أشعر بالجنون كيف لي أن سمحت لنفسي بفعل شيء أعلم أنني غير مؤهل له؟ كيف لي أن ازعزع ثوابتهم كأبيض غربي يعد بشكل تلقائي متعلمًا بما فيه الكفاية لمثل هذه الوظيفة الهامة والمرموقة؟ كان من المدهش والمؤلم +بشدة أن أدرك على الرغم من أنني شخص ليبرالي متفتح مدرك للظلم الواقع من بعض الأشخاص الذين يتمتعون بامتيازعلى الآخرين بسبب لون البشرة،. وهنا انغمست بالاستمتاع فيما لدي من امتياز خاص، وبدلاً من من محاولة تغيير تلك النظرة بالإصرار على إعطاء ممرضة التوليد السلطة الكاملة، تماديت في تلك اللعبة وسمحت لنفسي في مساعدتها في ولادة طفل.
انتابتني عدة مشاعر خلال عملي في تلك العيادة الصحية مثل المفاجأة والتفضيل والخزي مما جعلني في حيرة من أمري، إذا تمكنت من الانغماس في هذا، فلن أتمكن أبدًا من مكافحة التمييز بشكل صحيح في هذا العالم،. بالرغم من أنني أدركت أنه في هذه العملية ورأيت بأم عيني كيف يلعب الامتياز غير المستحق دورًا في التمييز العنصري بأن يجعل شخصاً يتمتع بميزة غير مستحقة يحتل مكانة أعلى من الآخرين، والقضاء على هذه الظاهرة علينا اتباع عملية من جزئين: أولًا، بالتأكيد يجب إنهاء التمييز العنصري أينما وُجد. ثانيًا، الاعتراف ومعارضة الامتياز غير المستحق الذي أمتلكه، لأن هذا هو ما يؤدي في النهاية إلى التمييز نفسه.
How does this story make you feel?
Follow-up
Do you have any questions after reading this story? Do you want to follow-up on what you've just read? Get in touch with our team to learn more! Send an email to [email protected].
Talk about this Story
Please enable cookies to view the comments powered by Disqus.
Subscribe to our Monthly Newsletter
Stay up to date with new stories on Correspondents of the World by subscribing to our monthly newsletter:
Other Stories in عربي
Explore other Topics
Get involved
At Correspondents of the World, we want to contribute to a better understanding of one another in a world that seems to get smaller by the day - but somehow neglects to bring people closer together as well. We think that one of the most frequent reasons for misunderstanding and unnecessarily heated debates is that we don't really understand how each of us is affected differently by global issues.
Our aim is to change that with every personal story we share.
Community Worldwide
Correspondents of the World is not just this website, but also a great community of people from all over the world. While face-to-face meetings are difficult at the moment, our Facebook Community Group is THE place to be to meet other people invested in Correspondents of the World. We are currently running a series of online-tea talks to get to know each other better.