الفتاة التي ترتدي التنورة
لعلك تتسائل ما هو شعور أن تكون امرأة تعيش في بلد يفتقد الأمان.
Morocco, Northern Africa
Story by Hajar Lassiliya
Published on January 10, 2023.
This story is also available in
سجلت المغرب أقل معدل أمان في عام ٢٠١٩ كما جاء في "مشروع إحصائيات المرأة"، ولعلك تتساءل ما هو شعور أن تكون امرأة تعيش في بلد يفتقد الأمان.
اسمي هاجر، أنثى أبلغ من العمر ٢٥ عاماً وأعيش في مدينة أغادير بالمغرب، هذا المجتمع يخضع للعقيدة الجماعية (الوعي الجمعي)، حيث تسود التقاليد الأبوية القديمة والمعتقدات الإسلامية، و يُصنف النساء في منزلة أقل من الرجال، حريتنا مقيدة ومرهونة على الرجال، فلا يمكننا الخروج، أو تجربة الحياة، حتى تحديد مستقبلنا يعتمد على الرجال، خاصة في المناطق الريفية، فأنتِ تحت رحمة والدِك، أخوكِ وفي بعض الأحيان ربما قد يكون لباقي رجال عائلتك الحق في تقرير ما الذي يتوجب عليكِ فعله وما الذي لا يجب، كما يمكنهم أيضاً أن يقرروا كيف يجب أن نعيش حياتنا، فقط مؤخراً خلال العقدين الماضيين، أصبحت رؤية النساء يجلسن جنبًا إلى جنب مع الرجال في المقاهي في المدن المغربية الكبرى أمرًا مقبولًا اجتماعيًا.
في عام 2015، تعرضت فتاتان صغيرتان كانتا ترتديان التنانير إلى هجوم شرس من قبل حشد غاضب في إنزكان، وهي مدينة محافِظة مجاورة لمدينتي أغادير، حيث يعتبر هناك ارتداء التنورة تصرف غير لائق، مع ذلك، في منتصف المدينة، يعتبر ارتداء الفتاة فستان قصير أمراً مقبولاً، أحياناً ارتدائِك بعض الأزياء مثل التنانير قد يُمثل خطراً على حياتك، لذلك تميل السيدات إلي تغطية أجسامهن ليبقين أنفسهن في مأمن عند تواجدهن في مثل هذه المناطق.
ربما ستطلب مني أن أكون أنا التغيير الذي أود أن أراه في مجتمعي، لكنني لا أستطيع فأنا خائفة للغاية ليس لدي الجرأة على فعل هذا، فحينما أسمع السباب، أخفض رأسي و أفر هاربة، خاصة إذا كنت أريد أن أرتدي التنورة، حينها أحرص على الذهاب بالسيارة إلى الأماكن السياحية، فأنا أخشى السير وحدي في الشارع، فلقد اعتدت على سماع السباب في الشارع، طالما لم يقتربوا مني، فأنا بخير، فالنساء المغربيات اعتدن على تحمل الاعتداءات والمضايقات اليومية بمجرد خروجهن للأماكن العامة، فلقد نشأنا على سماع العديد من عبارات التحرش اللفظي والكلمات النابية اعتقاداً منا أنه أمرعادي حتى وإن لم يبدُ الأمر كذلك.
هناك قصة تقبعُ دائما في ذاكرتي، ألا وهي قصة فتاة تم اغتصابها من قبل رجلين على شاطئ الرباط، عاصمة المغرب، شيء من هذا القبيل دائماً ما يتم اخفائه لأنه يجلب الخزي والعار للعائلة، ولكنها كانت على قدر كافٍ من الشجاعة لتتحدث، ولكن هل تعلم ما هو السؤال الأكثر تردداَ آنذاك: ماذا كنتِ ترتدين؟ وكأنه ليس خطأ الرجل أبدًا، وإنه دائمًا خطأ المرأة، بغض النظر عن السبب.
في معظم الأحيان تقوم عائلات النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب بطردهن بحجة أنهن يجلبن الخزي والعار (الإجهاض غير قانوني في المغرب) وإن لم تهرب هي بكامل إرادتها، ستجد نفسها وحيدة مع طفل رضيع. عند هذا الحد تكون الدعارة هي الباب الوحيد الذي ستجده مفتوحاً، حياة كاملة دُمرت بسبب خطأ شخص آخر.
أعتقد أن التطلع إلى المساواة مع الرجال هو أمرصعب المنال، فأنا أتطلع فقط إلى أن أُحترم.
How does this story make you feel?
Follow-up
Do you have any questions after reading this story? Do you want to follow-up on what you've just read? Get in touch with our team to learn more! Send an email to [email protected].
Talk about this Story
Please enable cookies to view the comments powered by Disqus.
Subscribe to our Monthly Newsletter
Stay up to date with new stories on Correspondents of the World by subscribing to our monthly newsletter:
Other Stories in عربي
Explore other Topics
Get involved
At Correspondents of the World, we want to contribute to a better understanding of one another in a world that seems to get smaller by the day - but somehow neglects to bring people closer together as well. We think that one of the most frequent reasons for misunderstanding and unnecessarily heated debates is that we don't really understand how each of us is affected differently by global issues.
Our aim is to change that with every personal story we share.
Community Worldwide
Correspondents of the World is not just this website, but also a great community of people from all over the world. While face-to-face meetings are difficult at the moment, our Facebook Community Group is THE place to be to meet other people invested in Correspondents of the World. We are currently running a series of online-tea talks to get to know each other better.