هل يشكل تسامح الهولنديون عقبة أمام التقبل الحقيقي للأقليات؟
يتمتع الرجال المثليين تقريبًا بنفس الحقوق القانونية التي يتمتع بها ذوي الميول الجنسية الغيرية ولذلك فهم جميعًا مقبولين بشكل رسمي، إلا أن تجربتي الشخصية علمتني أن التقبل الاجتماعي للمثلية الجنسية غالبًا ما يعتمد على ظروف عدة.
Netherlands, Western Europe
Story by Hugo Oms. Translated by Anoud Abu Hassan
Published on November 4, 2022.
This story is also available in
تحذير: تتضمن هذه القصة محتوى يتحدث عن رهاب المثلية الجنسية والذي من الممكن أن يكون مزعجًا لبعض القرّاء.
نشرت الصحيفة الهولندية الرسمية "NRC" هذا الأسبوع مقالاً عن التعليقات العنصرية التي يواجهها المواطنون الهولنديون من أصول صينية منذ تفشي فيروس كورونا. ويندي زينغ، طالبة هولندية تدرس الطب ووالديها من أصول صينية، تشرح كيف قام ولدان بالسعال بينما كانا يصرخان "كورونا" عليها في الباص، كما قامت المحطة الإذاعية "إذاعة ١٠- Radio 10" بإنتاج أغنية احتفالية والتي يقولون فيها "الصينيون ذوو الرائحة الكريهة هم من يقع اللوم عليهم"، وأيضًا شقة سكنية في منطقة فاخينينجن تم تلطيخها بالفضلات وجملة "ليموت الأشخاص الصينيين". صُدِمَت ويندي بالعنصرية التي واجهتها على المستوى الوطني منذ تفشي وباء كورونا واستنتجت أن الهولنديين يختبئون خلف مفهوم التسامح؛ تشرح ويندي "على ما يبدو أن الهولنديين "يتسامحون" مع أي شيء يختلف عن المعتاد، وعلى ما يبدو أن الصينيين يخرجون عن هذا المعتاد، وهذه بحد ذاتها مشكلة، التسامح يقف عائقًا أمام التقبُّل". هذه الجملة جعلتني أفكر: هل الهولنديون يختبؤون خلف مفهوم التسامح وهل هذا يشكل عائقًا للتقبُّل الحقيقي للأقليات؟
باعتباري هولندي مثليّ، فإنني بالتأكيد اتفق مع تصريح ويندي، يتمتع الرجال المثليّين تقريبًا بنفس الحقوق القانونية التي يتمتع بها ذوي الميول الجنسية الغيرية ولذلك فهم جميعًا مقبولين بشكل رسمي، بالرغم من ذلك، إلا أن تجربتي الشخصية علمتني أن التقبل الاجتماعي للمثلية الجنسية غالبًا ما يعتمد على ظروف عدة، ففي حياتي، تم اخباري مراتٍ لا تحصى ولا تعد بأنني اعتبر رجل رائع "لأكون رجل مثلي" لأنني لست "مسرفًا في التظاهر" أو "أنثوي"، كما أنه أطلق علي العديد من الألقاب والأسماء في الشارع في مراتٍ عديدة وتمّ طردي من الملاهي الليلية في مدينة روتردام أنا وحبيبي السابق لأنهم لا يريدون "مثليين يتبادلون القبلات" داخل ملهاهم، أُخبرنا أيضًا أنه إن كنا نرغب أن نكون عاطفيين فيجب علينا أن نذهب إلى حانة للمثليين، وبالتالي إن تقبل مجتمع الميم+ على ما يبدو معتمدًا على معايير سلوكية (جنسانية): مسموحٌ لك أن تكون مثليّ طالما لست أنثوي كثيرًا أو مسرفًا في التظاهر أو طالما لا تظهر الأمر بشكلٍ كبير على العلن، بذلك المنطق، فإن مثليتي الجنسية سيتم التعامل معها، لكنها بلا شك ليست دائمًا مقبولة.
هل هذا يعني أن تسامح الهولنديون يشكل عقبة أمام التقبُّل الحقيقي للأقليات في هولندا؟ أنا بالتأكيد أظن أنه يشكل عقبة، كما أوضحت ويندي أن كلمة "تسامح" ينطوي تحتها أن مجموعة تَحيد بشكل سلبي عن معيار معين، وبالتالي فإن المفهوم يضع تركيزًا على الاختلافات، لا تفهمني بشكل خاطئ، إن هولندا تحتوي على تشكيل متنوعة عظيمة من الأشخاص الذين ينظرون إلى هولندا كموطنهم، إلا أنني أتساءل ما إن كانت هذه المجموعات تعيش مع بعضها البعض أم بجانب بعضها البعض، بالنظر إلى مجتمعنا متعدد الثقافات والحماية القانونية للأقليات الهولندية، فإنه غالبًا ما يُفترض أن تحرر الأقليات "كاملاً"، إنه من الممكن أن يكون المساواة القانونية للأقليات والتنوع الهائل للأشخاص جعلنا نغفل أهمية تجسير وتبني اختلافاتنا الاجتماعية وليس فقط "التسامح" معها. إذًا علينا أن نحوّل تركيزنا من التسامح إلى التقبل، لأنه ما دام أشخاص مثل ويندي يواجهون التعليقات التمييزية، فإن تحرر الأقليات الهولندية يبدو بعيدًا كل البعد عن الكمال.
How does this story make you feel?
Follow-up
Do you have any questions after reading this story? Do you want to follow-up on what you've just read? Get in touch with our team to learn more! Send an email to [email protected].
Talk about this Story
Please enable cookies to view the comments powered by Disqus.
Subscribe to our Monthly Newsletter
Stay up to date with new stories on Correspondents of the World by subscribing to our monthly newsletter:
Other Stories in عربي
Explore other Topics
Get involved
At Correspondents of the World, we want to contribute to a better understanding of one another in a world that seems to get smaller by the day - but somehow neglects to bring people closer together as well. We think that one of the most frequent reasons for misunderstanding and unnecessarily heated debates is that we don't really understand how each of us is affected differently by global issues.
Our aim is to change that with every personal story we share.
Community Worldwide
Correspondents of the World is not just this website, but also a great community of people from all over the world. While face-to-face meetings are difficult at the moment, our Facebook Community Group is THE place to be to meet other people invested in Correspondents of the World. We are currently running a series of online-tea talks to get to know each other better.