يبدو التغير في طريقة التعبير واضحاً حينما تُعلن المرأة عن كونها ناشطة نسائية (مناصرة لحقوق المرأة).

قبل أيام قليلة من رحلتي إلى كوريا الجنوبية من خلال التبادل الأكاديمي، استلمت دعوتين من صديقاتي الجامعيات يدعونني للمساهمة في المظاهرة السنوية من أجل المساواة بين الجنسين، والتي تقام في الثامن من مارس من كل عام في المكسيك(1).هنا يدين آلاف الأشخاص العنف الذي يجب علينا، كنساء مكسيكيات، أن نمر به كل يوم بأشكال تتراوح من التحرش الجنسي في الشوارع إلى الاغتصاب وجرائم الكراهية القائمة على الجنس مثل قتل النساء.

في ذلك الوقت كنت في كوريا الجنوبية، لذلك لم أتمكن من الحضور والتعبير عن مدى استيائي، مع ذلك، لقد واجهت شيئًا آخر شكّل أفكاري حول العنف ضد حقوق المرأة.

كنت قد وصلت إلى كوريا الجنوبية للتو وسأبقى لمد أسبوعين، وجدت نفسي في قسم الشرطة بمدينة بوسان الكورية، كنت هناك بصحبة اثنتين من صديقاتي كانتا تحرران محضرًا ضد رجل مسن قد قام بالتقاط صورٍ لهما بملابس السباحة (البكيني) دون موافقتهما حينما كانتا تحاولان قضاء وقت ممتع على شاطئ البحر، ليتبين لنا أن هذا الفعل وهو التقاط صور للمساومة يعتبر جريمة اعتداء جنسي في نظر القانون بكوريا الجنوبية، والتي قد تتراوح عقوبتها بين السجن أو غرامة تصل إلى سبعة آلاف دولار(2)، لقد صدمت حينما أدركت أن السلطات المكسيكية لن تبدِ قلقها على صديقاتي، مطلقًا كما فعلت الحكومة الكورية الآن.

بعد إجراء القليل من البحث، وجدت أن هذه الإجراءات قد تم تنفيذها مؤخرًا في ديسمبر لعام 2016 بعد قيام النساء الكوريات الشابات بعدة مظاهرات واحتجاجات ضد التصوير غير القانوني عن طريق كاميرات تجسسية واعتبار هذا الفعل شكل من أشكال العنف القائم على نوع الجنس(3). أظهر لي هذا المثال أننا، النساء، يمكن أن ننجح في التأثير على السياسة العامة لمعالجة مشكلة العنف القائم على نوع الجنس .

علي الرغم من أن المكسيك قد نفذت هذه السياسات لمكافحة العنف ضد المرأة, لكن لا تزال حقوق المرأة منتهكة ولا يزال الإفلات من العقوبة مستمرًا (4). ومن المؤسف، أنه مازال بعض الرجال في المكسيك يعتقدون أن التقاط صورة للمرأة دون موافقتها في المواصلات العامة أو في الشارع يعدُ أمرًا "عاديًا" وبعد كل ذلك لن تقوم الشرطة بمعاقبة المعتدين على أية حال، كما أنه طالما لم نقم بالتبليغ عن هذه التصرفات، فإن الإفلات من العقاب سيظل قائمًا.

ليس الأمر أننا لم نتخذ موقفاً خلال -اليوم العالمي للمرأة- قامت مجموعة من النسويات المكسيكيات بتلطيخ النوافير العامة باللون الأحمر، لتمثيل النساء اللاتي يُقتلن كل يوم، وذلك لزيادة الوعي المجتمعي كما ترون في الصورة.

في كوريا الجنوبية، على الرغم من منع التجمعات العامة الضخمة بسبب كوفيد-١٩(5)، إلّا أنه تم إطلاق أول حزب نسوي في كوريا الجنوبية كذكرى رمزية في الثامن من مارس. في النهاية، ستُواصل النساء النضال من أجل حقهن في الشعور بالأمان في كل مكان.

في كل من المكسيك وكوريا الجنوبية، سيبقى اليوم العالمي للمرأة يومًا للتحدث والتعبير عن المرأة وليس للاحتفال، قد نحتاج إلى عقدين آخرين على الأقل، حتى تبدأ ثقافة التغيير.

الحواشي

[1] (9 مارس 2020) ، "سنختفي": آلاف النساء المكسيكيات يضربن احتجاجًا على قتل النساء"، من صحيفة الغارديان ،
https://www.theguardian.com/world/2020/mar/09/thousands-mexican-women-protest-violence-murders-femicide-government-inaction

[2] تم تحديد ذلك بموجب قانون الحالات الخاصة المتعلقة بالعقوبة وما إلى ذلك من الجرائم الجنسية. الفصل الثاني، المادة 14. https://elaw.klri.re.kr/eng_service/lawView.do?hseq=40947&lang=ENG

[3] لمزيد من المعلومات، راجع الرابط: https://www.bbc.com/news/world-asia-50582338

[4] تشمل المبادرات "النظام الوطني للوقاية والاهتمام والمعاقبة والقضاء على العنف ضد المرأة" و الجهود المنسقة التي بذلتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة مع "معهد المرأة المكسيكية". مزيد من المعلومات المتاحة في الرابط: https://mexico.unwomen.org/es/nuestro-trabajo/eliminar-la-violencia-contra-mujeres-y-ninas 

[5]  مزيد من التفاصيل متاحة في: https://www.thejakartapost.com/news/2020/03/03/south-koreas-first-feminist-party-launches-on-international-womens-day.html