سبل الحوار مع اللاجئين في النرويج
تتصاعد السياسات المعادية للاجئين في جميع أنحاء العالم، ولكن من الواجب علينا مواجهة تلك النزعة بكل جرأة وطرح الأسئلة لمعرفة من هم الذين يتم التحدث عنهم.
Norway, Northern Europe
Story by Lene Mortensen. Translated by Ola Salah
Published on January 10, 2023.
This story is also available in
"تحدثوا إلينا، ولا تتحدثوا عنّا، وبالتأكيد لا تتحدثوا باسمنا نيابة عنّا".
نقلاً عن الناشطة رُبا محسن، المدافعة عن حقوق الإنسان والناشطة في مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان. -كان حديثها عالقاً في ذهني- حول تسييس المناقشات بشأن اللاجئين بشكل متصاعد عالمياً، كما بات الأمرواضحاً في النرويج، حيث طالب المحامون والمدافعون عن شئون اللاجئين أن تسمح الدولة بدخول عائلات من المهاجرين من مخيمات اليونان Greece، بينما تزعم الأحزاب السياسية اليمينية أن قبول هؤلاء المهاجرون سوف يحفز الكثير من اللاجئين للنزوح نحو أوروبا، وبحكم عملي كمنسق للقاءات بين الطلاب النرويجيين واللاجئين، فأنا أؤمن أن الحوار هو العصا السحرية للتخفيف من حدة تلك النزعات السياسية، و للسعي نحو فهم أفضل لأوضاع اللاجئين المعقدة فمن الضروري خلق مجالاً للاجئين ليتمكنوا من رواية قصصهم - خاصة بعد زيادة أعداد الراغبين في اللجوء عالمياً.
و بصفتي معلمة لحقوق الإنسان من خلال تبادل الحوار وتبادل الآراء في مؤسسة رافتو Rafto Foundation(١) في مدينة بيرجن النرويجية، فأنا أقدم دورساً حول الموضوعات المتعلقة بحقوق الإنسان والهجرة للطلبة النرويج بين عمري١٣و١٩ عام، وفي نهاية درس الهجرة اطرح على الطلاب السؤال التالي: ماهو السؤال الذي يودون توجيهه للاجئين لو سنحت لهم الفرصة لمقابلة أحدهم. بعد الاستماع إلى أسئلتهم، أخبرتهم أن لدينا زائر: طالبة نزحت من بلادها وهي تقيم الآن في النرويج كلاجئة، استمع الطلاب لحكايتها و انغمسوا في الحوار معها، فهم ثرثارون متشوقون لمعرفة ما ستخبرنا به، إن بناء العلاقات بين الغرباء من خلال الحوار أمر بالغ الأهمية للمواطنين في الدولة المضيفة لفهم وتوفير احتياجات اللاجئين وللدفاع عن حقوق الذين فقدوا سلامهم وأمانهم.
أنا أؤمن بشدة أن أنسب طريقة للحد من تسييس شئون اللاجئين في النرويج هو تيسير سبل الحوار حيث يمكن للمشاركين واللاجئين من طرح الأسئلة على بعضهم البعض، فمن واقع خبرتي داخل الصفوف الدراسية تخلق مثل هذه اللقاءات رابطة من نوع ما بين الدارسين واللاجئين. فلقد اختبرت ذلك داخل الصف وأسفرت التجربة عن أن المواجهة والمناقشة تخلق علاقة طيبة بين الطلاب واللاجئين. ففي هذا الإطار، يواجه الطلاب منظورًا فريدًا، والذي من شأنه تعزيز وجهات نظر جديدة بعد ذلك استعداداً للمناقشات خارج أبواب الفصل الدراسي.
كان لكلمات رُبا وقع خاص على مسامعي حيث اكتشفت مدى التأثير الإيجابي لخلق ساحة الحوار ليكشفوا لنا عن قصصهم وتجاربهم، وكذلك مدى خطورة الخطابات التي تصاعدت بحدة مؤخراً في الخطاب الإعلامي للمطالبة بإسكات أصوات طالبي اللجوء، ومن ثم تصاعد السياسات المعادية للاجئين في جميع أنحاء العالم، ولكن من الواجب علينا مواجهة تلك النزعة بكل جرأة وطرح الأسئلة لمعرفة من هم الذين يتم التحدث عنهم.
Footnotes
[1] (١) مؤسسة رافتو هي منظمة غير هادفة للربح وغير حزبية مكرسة للترويج العالمي لحقوق الإنسان، يمكنك العثور على الرابط على: https://www.rafto.no/
How does this story make you feel?
Follow-up
Do you have any questions after reading this story? Do you want to follow-up on what you've just read? Get in touch with our team to learn more! Send an email to [email protected].
Talk about this Story
Please enable cookies to view the comments powered by Disqus.
Subscribe to our Monthly Newsletter
Stay up to date with new stories on Correspondents of the World by subscribing to our monthly newsletter:
Other Stories in عربي
Explore other Topics
Get involved
At Correspondents of the World, we want to contribute to a better understanding of one another in a world that seems to get smaller by the day - but somehow neglects to bring people closer together as well. We think that one of the most frequent reasons for misunderstanding and unnecessarily heated debates is that we don't really understand how each of us is affected differently by global issues.
Our aim is to change that with every personal story we share.
Community Worldwide
Correspondents of the World is not just this website, but also a great community of people from all over the world. While face-to-face meetings are difficult at the moment, our Facebook Community Group is THE place to be to meet other people invested in Correspondents of the World. We are currently running a series of online-tea talks to get to know each other better.