يحكي جواز سفرك كثيرًا عنك، أكثر من مجرد اسمك وتاريخ ميلادك. ثلاث أشياء لن يخطئ ضابط الهجرة التدقيق فيهم أبدًا، أهمهم التأشيرات الملصقة على صفحات جواز السفر، وتاريخ انتهائه، والبلد التي أصدرته، هذه المعلومات البسيطة يمكن أن تُصعب حياتك وتمثل عائقًا لأحلام الطفولة  ب "حرية التنقل" حول العالم، لكن على العكس أيضًا، قد يعتمد كل ذلك على البلد التي أصدرت جواز سفرك، في الحقيقة إن لم يتعلق الأمر بجواز السفر الذي تحمله، فهذا بسبب أنك ولدت في البلد "الصحيح".

 أتذكر أكوام المستندات التي كان يتوجب علي تقديمها للسفارة الإسبانية للسفر إلى هناك بغرض الدراسة، أو المقابلات المزعجة التي كان لزامًا علي اجتيازها لحضور مؤتمر في المملكة المتحدة، أو لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي يتوقف عدد الدول التي يمكن دخولها بدون تأشيرة قبل الوصول على البلد التي أصدرت جواز سفرك، وكلما زاد عدد الدول التي يمكن دخولها بدون تأشيرة كلما زادت "قوة "جواز السفر الذي تحمله.

 تُصنف جوازات السفر سنويًا في رتب، ففي عام 2020 سُلط الضوء على اليابان، وسنغافورة، وكوريا الشمالية، وألمانيا، وإيطاليا على سبيل المثال لا الحصر بأن لديهم "أقوى جواز سفر"، وعلى الجانب الآخر جواز السفر الصادر من أفغانستان، والعراق، وسوريا، وباكستان، والصومال، وغيرهم هم الأضعف[1]. جواز سفري الملغاشي- على سبيل المثال- يُمكّنني من دخول 55 دولة بتأشيرة مجانية، لا يوجد معلومات واضحة حول عدم المساواة في قيمة جواز السفر، من المؤكد أن ذلك يرجع إلى العلاقات الدبلوماسية والمعاهدات التجارية بين الدول.

 من الجدير بالذكر أنه كلما زادت قوة جواز سفرك كلما زادت فرصك في التنقل بحرية حول العالم وبالتالي في حالتي، يتعين علي المرور برحلة بيروقراطية لا تُنسى حتى يتسنى لي الخروج من وطني بجواز السفر الضعيف الذي أحمله، بالرغم من حجم الظلم الواقع علينا بسبب عدم امتلاكنا القدرة لاختيار جواز سفر بعينه عند الولادة، كُتب على البعض مرارة ذلك.

 فكلما زاد عدد التأشيرات الملصقة في "جواز السفر الضعيف"، زادت فرصة حصول حامل جواز السفر على التأشيرة لأن موظفي السفارة أو القنصلية على دراية بذلك.

 يعد شخص أقل "تأهلًا" للسفر إلى الأبد، هذه قوة عدد التأشيرات الملصقة في جواز سفرك، بشكل شخصي، فأنا مسموح لي بدخول بعض الدول بدون تأشيرة إذا كان لدي إقامة في دولة أوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية.

 حامل "جواز السفر الضعيف" بالتأكيد سوف يُطلب منه توضيح سبب سفره، ووضعه الاقتصادي ونيته في العودة لبلده الأم قبل السفر، على صعيد آخر كلما كنت ثريًا كلما كان مرحبًا بك في أي بلد آخر، وبالتالي، فإن جواز السفر هو أول مصفاة للهجرة حيث يفضّل حاملي "جوازات السفر القوية".

 الشيء الذي لا يمكن لجواز سفرك أن يرويه عنك هو قصتك! أو لنكون أكثر دقة، لماذا عليك تقديم جواز السفر الخاص بك وتأشيرة السفر، للأسف هذا أقل ما يلفت انتباه موظف الجوازات المسؤول عن مراجعة جواز سفرك، هل تزور فرد من أفراد عائلتك على وشك الموت في بلد آخر؟ أم تبحث عن مأوى هربًا من حرب لا تنتهي في بلدك؟ أم لأنك تود أن تبقى مع من تحب؟ هناك آلاف الأسباب التي تجبرنا على مغادرة بلادنا لفترة أو للأبد.

  مع قليل من الحظ، قد تحظى بتأشيرة سفر مطبوعة على جواز سفرك. لكن تذكر دائمًا أن القصة التي بين طيات جواز سفرك تعتمد على البلد التي صدر منها.

الهوامش

[1] مؤشر هينلي لجوازات السفر: https://www.henleyglobal.com/passport-index

Business Insider: https://www.businessinsider.com/(null)/best-passports-most-countries-no-visa-henley-%20index-2020-1?international=true&IR=T

Forbes: https://www.forbes.com/sites/duncanmadden/2020/01/10/the-most-powerful-passports-in-the-world-in-2020/?sh=cd0b4a44c413