التخلي عن الحلم الأمريكي: العالم الذي أتيت منه والعالم الذي أدعوه موطني
عندما تكون عائلتك ممزوجة بالثقافات والبلدان سيكون من الصعب أن تجد مكانًا للتأقلم.
The United States , Northern America
Story by Kiri Wihongi-Croxford. Translated by Anoud Abu Hassan
Published on November 4, 2022.
This story is also available in
عندما تكون عائلتك ممزوجة بالثقافات والبلدان سيكون من الصعب أن تجد مكانًا للتأقلم، خلفيتي مختلطة بشكل كبير، لدي جنسية دولتين، فأنا مواطن مزدوج الجنسية، واخترت عدم العيش في أيٍ من الدولتين، والدتي بريطانية واستطاعت أن تجد موطنًا لها في أربع دول في العالم، ووالدي من السكان الأصليين الماوريين (نيوزيلندا) وجعل من ثلاث دول في العالم موطنًا له، فإنه ليس مفاجئً أن اتبع خطواتهم وأجد موطني في أكثر من دولة غير تلك التي ولدت بها.
أتيت من الولايات المتحدة الأمريكية وكنت قد عشت لفترة قصيرة في نيوزيلندا، مواطن مزدوج الجنسية وعشت معظم سنوات حياتي كأمريكي، هناك اعتقاد شائع يتمسك به الأمريكيون بأنه لا يوجد أي مكان على وجه الكرة الأرضية أعظم من أمريكا، إن الولايات المتحدة الأمريكية عبارة عن وعاء تنصهر فيه الثقافات والأديان، إنها مركز للعديد من التقنيات والابتكارات التي غيرت الحياة. إن المساواة، والحرية، والقوة، والأمن، والاستقرار تعتبر من الأسباب التي تجعل البعض يتخذ قرار البقاء في الولايات المتحدة الأمريكية أو لاتخاذ خيار الهجرة لها، من أجل عيش "الحلم الأمريكي".
كل شيء كان يبدو وكأنه في متناول يدي، لكن كان هنالك شيء ليس متفقًا معي، لم أستطع أن أجد التوازن بين تلك الأشياء التي كان يبدو وكأنها المناسبة لي.
توفي والدي ووالدتي، وعندما عُرِضَت عليّ الفرصة لمغادرة الولايات المتحدة الأمريكية بعد وفاتهما، لم يعد يوجد لدي أي سبب للتمسك، لو أنهما ما زالا على قيد الحياة، كنت سأبقى من أجلهم، لكنهم كانوا مرساتي في الولايات المتحدة الأمريكية والتي لم تعد توجد، لذلك قررت أن أغادر، أن أعيش في دولة حيث التعليم بأسعار معقولة، والرعاية الصحية متاحة للجميع، أن أحيا حياة فيها نمو على الصعيد الشخصي عن طريق تعلم لغة جديدة، وأن تكون لدي ثروة ليس من المال ولكن ثروة من التوازن الأفضل بين الحياة والعمل، باختصار كانت كل تلك الأشياء التي فيها أجد الأمل لأحظى بجودة حياة ومنظور للعالم أفضل هي التي جعلتني اتخذ قرار المغادرة.
للأسف، العديد من الدول في الوقت الحالي تمر بأزماتٍ سياسية محتدمة وتخوض الحروب، والأشخاص الذين يعيشون في هذه الدول لديهم الحب اتجاهها وجذورهم المتأصلة فيها، ولسوء الحظ لا يمكنهم البقاء ووجب عليهم البحث عن الملجأ في مناطقٍ أخرى.
أمنيتي لمغادرة الدولة التي ولدت بها ليس بسبب الحياة أو الموت، لقد كنت محظوظًا بأن يكون لدي القدرة على اختيار تتبع خطوات والديّ، فعلاً لقد وجدت الأشياء التي سعيتُ من أجلها وأكثر من ذلك، هذا أتاح لي أن أفتح بصيرتي لمنظورٍ جديد، منظوري القديم كان قد حُدّدَ بالحلم الأمريكي، بغض النظر عن السبب خلف عقليتي الجديدة، إن العالم الذي أتيت منه والعالم الذي أدعوه موطني قدما لي رؤية لما قام والديّ به في حياتهما ولماذا أنا اخترت أن أفعل الشيء نفسه في حياتي.
How does this story make you feel?
Follow-up
Do you have any questions after reading this story? Do you want to follow-up on what you've just read? Get in touch with our team to learn more! Send an email to [email protected].
Talk about this Story
Please enable cookies to view the comments powered by Disqus.
Subscribe to our Monthly Newsletter
Stay up to date with new stories on Correspondents of the World by subscribing to our monthly newsletter:
Other Stories in عربي
Explore other Topics
Get involved
At Correspondents of the World, we want to contribute to a better understanding of one another in a world that seems to get smaller by the day - but somehow neglects to bring people closer together as well. We think that one of the most frequent reasons for misunderstanding and unnecessarily heated debates is that we don't really understand how each of us is affected differently by global issues.
Our aim is to change that with every personal story we share.
Community Worldwide
Correspondents of the World is not just this website, but also a great community of people from all over the world. While face-to-face meetings are difficult at the moment, our Facebook Community Group is THE place to be to meet other people invested in Correspondents of the World. We are currently running a series of online-tea talks to get to know each other better.